الحاجة أم الاختراع 🌿

الألم والحزن والضيق كان السبب الرئيسي لحبي للكتابة.

عندما أصل إلى مرحلة الاختناق، عندما ينقطع الأوكسجين، تكون الكتابة هي الملجأ الوحيد الذي أجد فيه الهواء النقي.

ولكن لو سألتموني عن أسباب الضيق والألم لن أستطيع الإجابة عن هذا السؤال، في الحقيقة هو يحتاج لكتاب كامل للإجابة عليه.

بداية من الدراسة وذلك الضيق الذي يصيبني لكثرة الاختبارات والاختبارات القصيرة والأبحاث وغيرها فكنت أهرب إلى الكتابة وبعدما أنتهي أشعر براحة كبيرة وكأن ثقلاً كبيراً كان على رأسي وتمت إزالته بشكل مفاجىء.

والآن وفي وضعي البائس الذي لا أحسد عليه أصبحت الكتابة صديقي الأول والأخير عندما أكتب أقترب مني كثيرًا وأحب نفسي أضمد جروحها وأصف لها الدواء المناسب، عندما أكتب أشعر أن روحي تحلق عالياً بعيداً عن كل تلك التفاهات الأرضية التي تجذبها الأرض من كل مكان ولكنني بعد الكتابة أشعر أن الأرض تجذبني إليها مرةً أخرى لأنني فقدت تلك المقدرة على الطيران مثل الطائرة تماماً فالطائرة تستجمع قواها وتحلق عالياً ولكن عند اقترابها من الأرض تتخلى عن القدرة الطيرانية التي لديها وتستسلم لجاذبية الأرض.

وهكذا أنا عندما أبدأ بالكتابة أكون في وضعية التحليق وبمجرد أن تتوقف الكلمات من الخروج مني أستسلم لجاذبية الأرض وأعود إلى حياتي البائسة.

الحياة البائسة ليست بالضرورة أن تكون حياة الفقر والفاقة كما وصفها فيكتور هيجو في رواية البؤساء وإنما هي حالة البحث عن الذات التي لم أجدها بعد!!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما يعجبني فيك