"منذ أن غادرت لبنان عام 1975م للاستقرار في فرنسا كم من مرةٍ سألني بعضهم عن طيب نيةٍ عن شعوري هل أنا" فرنسي" أم "لبناني" وكنت أجيب سائلي على الدوام: "هذا وذاك" لا حرصاً مني على التوازن والعدل بل لأنني سأكون كاذباً لو قلت غير ذلك. فما يحدد كياني وليس كيان شخصٍ آخر هو أنني أقف على مفترقٍ بين بلدين ولغتين أو ثلاث لغات ومجموعة من التقاليد الثقافية وهذا بالتأكيد ما يحدد هويتي فهل أكون أكثر أصالة لو استأصلت جزءاً من كياني" *من كتاب "الهويات القاتلة" لأمين معلوف قرأت هذه الفقرة أكثر من مره لأنها تنطبق عليّ بل تمثلني، قبل عدة سنوات كنت دائماً أسأل نفسي هل أنا رستاقية (ولاية الرستاق) أم مسقطية (محافظة مسقط)؟ ما هي هويتي الحقيقية؟ أنا رستاقية الميلاد ولكنني مسقطية الثقافة فالرستاق هي موطن أجدادي وهناك وُلدت وجئت مسقط وعمري سنة وعدة أشهر بعدما قرر أبي أن تكون مسقط هي مكان استقرار عائلته وتربيت في مسقط وتعلمت في مدارسها وكذلك المرحلة الجامعية كانت في مسقط ولكن عندما أقول هذه الحقيقة الحقيقية والواضحة مثل الشمس لأهلي اللذين يعيشون في الرستاق...