كنت أتذمر كثيرًا من تلك السياسة في التربية التي اتخذها أبي في بيتنا الصغير، كنت دائماً أتساءل لماذا وكيف؟؟ يجب أن يكون هناك رادع لأسلوب حياة اخوتي اللذين اتخذوا الحياة الدنيا هزواً من وجهة نظري طبعاً. ومرت الأيام ولا زال هذا النظام يسري في أرجاء المنزل إلا في بعض المواقف التي تستوجب التدخل القاطع من أبي وسفهت ذلك النظام ولم أهتم به ومشيت عليه وقلت في نفسي لعله يكون الأفضل لأنني صغيره ولا أفقه من الحياة إلا اللعب. لا أنكر أنني وقفت معارضة للكثير من مواقف أبي اتجاه اخوتي الذكور ولكنني كنت أُخفي ذلك في نفسي مخافة فهم هذا التدخل أن يكون غيرة منهم أو عدم حبهم. ولا أنكر أنني كنت المستفيد الأعظم من هذه السياسة التي اتخذها أبي في تربيتنا فشكراً لك أبي، فهذه السياسة جعلتني أفكر وأختار بحرية حتى إن كانت النتائج غير واضحة أو غير كبيرة أو غير صحيحة ولكنها صنعت مني شخصية مميزة قادرة على الاعتماد على نفسها محبوبة لدى معظم الناس. الآن فقط أدركت قيمة هذه التربية!!! كم أنت عظيم يا أبي!!! أمي الغالية إذا قرأت هذا المقال لا تحزني فالكلام عن تربيتك لنا لن ينتهي أبداً وسأقضي عمري كله في الكتاب...