مدونة آلاء

رسلت لي على الواتس آب لتخبرني أن لديها مقابلة لوظيفة لا تتطابق مع تخصصها ولكنها قريبة جداً منه، فرحتُ كثيراً بهذا الخبر لأنني أعرف معاناة هذه البنت مع الدراسة بسبب حالتها الصحية وفي آخر كلامها قالت: أنا خائفة، استغربت كثيراً لماذا كل هذا الخوف؟ فسألتها: لماذا الخوف؟ قالت: أنا خائفة لأنني لا أعرف شيئاً عن ذلك المجال المطلوب، فسألتها سؤالي المعتاد الذي أسأله لكل من يسألني عن شيء لا يحتاج إلى تفكير: هل ستخسرين شيئاً إذا ذهبتي للمقابلة؟ فإذا تم قبولك فهذا ممتاز أما إذا تم رفضك فستكون لديك فكرة عن طبيعة المقابلات وأنت المستفيدة في كلا الحالتين. آلاء الجابري @aalaajabri

وُلدت كبيراً.. لم أمر بمرحلة الطفولة.. إنني الإبن البكر في عائلتي ومن بعدي إخوتي المدللين، من أن عرفت هذه الدنيا وأنا كبير. "أنت الأكبر فالسبب أنت" "أنت الأكبر فالصغار يتبعونك" "أنت الأكبر لماذا لم تفعل كذا وكذا" عبارات سمعتها كثيراً وأكرهها كثيراً، أن تكون الأكبر يعني أن تكون معصوماً من الخطأ، كل خطواتك مراقبة. عُذراً أمي... عُذراً أبي... منذ أن كان عمري ٥ سنوات و أنا كبير فالكبير لا يخطئ أبداً والكبير يجب أن يكون قدوة لإخوته و الكبير وحده فقط الذي يعاقب عقاباً شديداً و الباقي ليس لهم ذنب.. لا أذكر يوماً أنكم وقفتم معي في خلاف مع إخوتي بالرغم أنني كنت أتصرف بعقلانية، كنت دائماً على باطل وإخوتي على حق.. ابنكم عُمر آلاء @aalaajabri

من الأمور اللافتة عند العمل في شركة ناشئة هي طريقة التسويق، التسويق هي من أهم المهارات التي يجب أن يكتسبها العاملين في الشركات الناشئة حتى لو كنت بعيداً عن هذا المجال يجب أن تتعلم طريقة التسويق لمنتجات الشركة. التسويق هي من أهم الأمور التي يجب على الشركات الناشئة التركيز عليها وكذلك هي من الأشياء التي تستنزف الكثير من المال. في البداية يجب معرفة الفئة المستهدفة وبعد ذلك معرفة الوسيلة الأنسب للتسويق لهذا المنتج بعض المنتجات أو الخدمات يكفي التسويق لها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ولكن هناك منتجات أو خدمات يجب التسويق لها عن طريق الذهاب للفئة المستهدفة بشكل مباشر.

في هذه الفترة بالتحديد ابتعدت كثيراً عن تخصصي الذي درسته لمدة 5 سنوات في جامعة السلطان قابوس بالرغم من حزني الشديد على هذا الأمر إلا أن ابتعادي عنه فتح لي مجالات كثيرة.. اتسعت مداركي أكثر.. تعلمت أشياء كثيرة إلا أن فكرة البحث عن مجالات أوسع في مجال تخصصي لا تزال عالقة في بالي بالرغم من محاولاتي المستمرة لابعادها عني. في الحقيقة أني كذلك تعمقت أكثر في الموضوع ووجدت أنه عند دراسة التخصصات العلمية بالتحديد تكون طريقة التدريس علمية بحته فلا يوجد ربط بينها وبين سوق العمل أو بينها وبين ريادة الأعمال ( طريقة تحويل الابتكار إلى منتج أو مشروع ريادي) لذلك هناك فجوة كبيرة بين هاتين المرحلتين فالطلاب يواجهون صعوبات كثيرة بعد التخرج وهذا متعارف بين طلاب كلية العلوم تحديداً.. تلك الفجوة تحتاج إلى ردم وقليل من الطلاب من ينتبه لتلك الفجوة ويحاول أن يردمها بنفسه.

في هذه الفترة من حياتي دخلت في مجال ريادة الأعمال بشكل عام قرأت بعض الكتب في هذا المجال تعرفت على الكثير من الشركات كنت أركز على طريقة تأسيس الشركات وكذلك على نقاط قوتها وكذلك قرأت الكثيرعن الشركات الضخمة في العالم وكيف تأسست وكيف وصلت إلى هذا النجاح الكبير كانت بالنسبة لي هذه الفترة فرصة ذهبية لأخطط لمشاريعي سواء كانت التجارية أو التطوعية. وأهم الأشياء التي تعلمتها من خلال عملي وبحثي هو الفكرة التي يجب أن تنشرها الشركة يجب أن يكون لكل مؤسسة فكرة تحاول غرسها ولا تقتصر على المنتج الذي تنتجه أو الخدمة التي تقدمها، بعد فترة من الزمن ستكون هناك علاقة بين الفكرة والمنتج أو الخدمة.

اسمي هبه وُلدت في عائلة كبيرة، لا يمكنني أن أصفها بالغريبة فهناك الكثير من العائلات مثل عائلتي، لديّ الكثير من الإخوة والأخوات، كبرت سريعاً، لا أتذكر أنني لعبت كثيراً، عندما كنت في العاشرة من عمري كنت أعتني بإخوتي الصغار التي كانت أعمارهم متقاربة جداً، منزلنا لا يهدأ من صراخ إخوتي وجلبتهم إلا في الليل، أساعد أمي كثيراً في أعمال المنزل، أبي لا وجود له في حياتي مهمته الأساسية في هذه الحياة هي توفير المال اللازم لي ولإخوتي وأمي فقط، من وجهت نظره هذا كل ما نحتاجه في هذه الحياة، يسافر كثيراً بحجة الدراسة والعمل ولا يصحبنا معه. أمي بالنسبة لي هي كل شيء.. أحبها كثيراً لذلك أحاول مساعدتها كلما استطعت وأستجيب لأوامرها التي لا تنتهي، أمي تغيرت كثيراً عن السابق كنت قريبة منها كثيراً أحكي لها كل شيء تنصحني كثيراً ولكنها الآن وبسبب إخوتي الصغار ليس لديها وقت حتى للاعتناء بنفسها، صراخها علينا أنا وإخوتي يزداد يوماً بعد يوم بسبب جنون إخوتي الذي لا ينتهي، أحياناً أتجنب الاقتراب منها حتى لا أؤذيها وأتجنب إخبارها بكل ما هو سيء حتى لا تزداد حالتها سوءً.. أمي أنا أُحبك   آلاء @aalaajabri...

الالتزام يحتاج إلى جهد كبير عند العمل في شركة ناشئة، فغالباً ما تفتقد هذه الشركات صفة الالتزام لقلة عدد العاملين فيها. تحدثت سابقاً عن المرونة في التعاملات والمواعيد في هذا النوع من الشركات فالالتزام هنا لا يتعارض مع المرونة من أبسط الأمثلة لذلك يمكننا طلب اجتماع قبل بيوم واحد عن الموعد ولكن في نفس الوقت يجب علينا الالتزام بحضوره.

العمل في مثل هذه الشركات ممتع جداً ففي كل يوم هناك أحداث جديدة، هناك خطأ يجب تصحيحه هناك أمر طارئ يجب التركيز عليه نبحث عن حلول ابتكارية جديدة ونواجه صعوبات جديدة. ولكن في نفس الوقت العمل فيها يحتاج إلى جرأة أكثر، جهد أكبر، وفي بعض الأحيان تتفاجأ أنه لا يوجد عمل فتحاول أن تبحث عن عمل لك أو تعود لاكمال الأعمال السابقة وتحاول اكمالها، يمكن أن تقوم بأشياء مملة أحياناً، يمكن كذلك أن تُكلف بأشياء جديدة وتكتشف بعد ذلك أنها ممتعة وقد فتحت لك أبواب جديدة.

لا أتحمل القيود والقوانين لا أدري كيف تحملت الدراسة في كلية العلوم لمدة 5 سنوات بكل قيودها وقوانينها التي تؤدي بالانسان إلى الانفجار أحياناً. من أجمل الأشياء التي لامستها في هذا النوع من الشركات هو المساحة المطلقة لابداء الرأي، أحب هذا النوع من الأماكن بل وأعشقه حتى لو لم يتم الأخذ برأيي يكفي أنه وصل للجميع. كل يوم عندما أعود إلى البيت أفكر.. ما المميز الذي سأنجزه غداً.. ما هي الأشياء التي يمكن أن نضيفها لنجعل شركتنا مميزة